![]() |
في صباح كان بيبدو عادي تمامًا، وبينما كنت بتصفّح الإنترنت زي عادتي، لاحظت حاجة مختلفة، بس مكنتش قادر أحدّدها في الأول. بعدين اكتشفت: جوجل غيّرت شعارها! مش تغيير كبير أو صاخب، لأ، دي لمسة بسيطة، بس كفاية إنها تخلّي الواحد يسأل: إيه اللي يخلّي شركة زي جوجل تعمل خطوة زي دي بعد أكتر من عشر سنين من آخر تعديل كبير في هويتها البصرية؟
أعتقد إن معظمنا اتعود يشوف شعار جوجل كل يوم، سواء على الموبايل، اللاب توب، أو حتى من خلال الخدمات المختلفة اللي بتقدّمها. جوجل مش بس محرك بحث، دي صاحبنا اليومي، بوابتنا لكل حاجة تقريبًا على الإنترنت. عشان كده، تغيير شعارها، حتى لو كان بسيط، زي إعلان هادي عن بداية مرحلة جديدة.
الشعار الجديد... أو لما الخط يتكلّم
لأول وهلة، ممكن تحس إن الشعار ما اتغيّرش كتير. بس لو دقّقت كويس، هتشوف الفرق. الخط بقى أنظف، أسلس، وفيه توازن أكبر بين الحروف. الألوان لسه نفسها: الأزرق، الأحمر، الأصفر، والأخضر، بس دلوقتي بتبان أكتر اتساقًا.
اللي عملته جوجل هنا مش بس تغيير فني، لأ، دي خطوة مدروسة جدًا في عالم الهوية البصرية. لما شركة بالحجم ده بتعمّل تعديل على شعارها، الموضوع مش بس عن الشكل، ده بيبقى مرتبط مباشرة بإزاي الشركة عايزة الناس تشوفها.
ورا التصميم: جوجل عايزة تقول إيه بالتغيير ده؟
فيه حاجة عميقة في التغيير ده، كأن جوجل بتقول لنا: "إحنا اتغيّرنا، أولوياتنا اتغيّرت، وإحنا بنعبّر عن ده حتى في أصغر التفاصيل." وإحنا كلنا عارفين إن جوجل مبقتش بس محرك بحث من زمان. دلوقتي هي شركة ذكاء اصطناعي، شركة موبايلات، شركة أنظمة تشغيل، شركة سحابية… والقايمة طويلة.
تحديث الشعار جاي في وقت حسّاس. الذكاء الاصطناعي بيغيّر قواعد اللعبة، والمنافسة بتزيد من مايكروسوفت وشركاها في OpenAI، لحد الشركات الناشئة اللي بتتسابق على كعكة المستقبل. في وسط كل ده، جوجل عايزة تبان "عصرية"، "ثابتة"، و"مألوفة" في نفس الوقت. وتحديث الشعار هو أداة هادية بس فعّالة عشان توصل الفكرة دي.
تجربة شخصية: ليه الشعار معناه عندي أكتر مما توقّعت
بصراحة، مكنتش متوقّع إن تغيير بسيط في الخط يحرّك فيّا كل الإحساس ده. بس لما افتكرت شكل الشعار سنة 2010، واستعدّيت أول مرة بحثت فيها عن حاجة على جوجل عشان مشروع مدرسة، حسّيت بحنين. الأيام دي كان الإنترنت مكان لكل حاجة جديدة، والشعار بألوانه كان زي إشارة ترحيب بالعالم الرقمي.
دلوقتي، مع التغيير الجديد، كأن جوجل بتقولّي: "كبرنا معاك." الشعار تطوّر، بس لسه محتفظ بروحه، زينا بالظبط.
التغيير ده هيأثّر إزاي على مستقبل جوجل؟
من وجهة نظري، التحديث ده مش بس عن التصميم. دي إشارة قوية إن جوجل بتعيد تشكيل نفسها بصريًا عشان تتماشى مع رؤيتها التقنية. لاحظنا إن كتير من منتجاتها بدأت تاخد نفس الطابع البسيط، من واجهة Gmail، لشكل Google Docs الجديد، وحتى ألوان تطبيق Google Maps.
كل ده جزء من استراتيجية أكبر. جوجل عارفة إن المستخدم النهاردة غرقان في بحر من المعلومات والتطبيقات، وكل تفصيلة بصرية بتساعد تخلّق إحساس بالثقة والانتماء. حتى الشعار، بتفاصيله الدقيقة، بيقدر يعمل كده. مش غريب إن تعديل بسيط في حرف "g" يغيّر إزاي بنشوف الشركة كلها؟
تحليل بسيط: يعني إيه ده لمستقبل الهوية الرقمية؟
في السنين الأخيرة، شفنا موجة تبسيط في شعارات الشركات التقنية الكبيرة. مايكروسوفت، آبل، وحتى فيسبوك (أو ميتا دلوقتي)، كلهم راحوا ناحية خطوط أبسط، أشكال أوضح، ولغة تصميم أقل تعقيد. وده مش صدفة.
في عالم رقمي سريع زي ده، البساطة مبقتش رفاهية، دي ضرورة. السرعة، الأداء، وتجربة المستخدم بقوا في المقدّمة. جوجل، من خلال التحديث ده، بتعزّز فكرة إن البساطة = الكفاءة.
الناس فعلاً لاحظت التغيير ده؟
كام صاحب كلّمتهم مكانوش لاحظين التغيير أصلاً. واحد منهم قالّي: "آه بجد؟ شكله زي ما هو من زمان!" وده منطقي. التغيير كان دقيق، وربما متعمّد إنه ميكونش صارخ. جوجل عارفة إن الناس مش بتحب التغييرات المفاجئة، خصوصًا في حاجة بيشوفوها كل يوم.
بس لاحظت حاجة غريبة: لما بدأت أقرا تعليقات الناس على Reddit و Twitter، لقيت ناس فعلاً مهتمة بالتفاصيل الصغيرة دي. مصممين، مسوّقين، مطوّرين… كلهم شافوا في التغيير ده لغة ورسالة، مش بس "خط جديد".
فيه علاقة بين الشعار والذكاء الاصطناعي؟
بصراحة، أعتقد إن آه. مش بتكلّم عن علاقة مباشرة، بس شوف التوقيت. جوجل بتستعد لمنافسة قوية في الذكاء الاصطناعي. تحديث الشعار في المرحلة دي بيعكس إن الشركة بتعيد بناء هويتها من الأساس، استعدادًا للي جاي.
يمكن تكون دي "تفصيلة" في نظر ناس، بس في التسويق والعلامات التجارية، التفاصيل الصغيرة هي اللي بتترسّخ في الذاكرة.
خلاصة شخصية: أكتر من مجرد تغيير شكلي
في الآخر، اللي عملته جوجل مش بس "ريفرش" بصري، ده إعلان هادي عن بداية جديدة. ومن وجهة نظري، الشعار الجديد بيشبه جوجل النهاردة: أكتر نضجًا، أكتر حضورًا، بس لسه وفيّ لجذوره.
يمكن ميتكلّمش عن التغيير ده كل الناس، ويمكن معظمهم ميلاحظوش أصلاً. بس بالنسبة للي بيتابع تطوّر الشركات الكبيرة عن قرب، كل خطوة محسوبة، وكل لمسة مقصودة.
أنا شخصيًا حبّيت التغيير. مكانش مبالغ فيه، مابعدش عن الأصل، بس قال كل حاجة من غير ما ينطق بحاجة… ودي براعة حقيقية.
هل العلامات التجارية التانية هتتأثّر بالتغيير ده؟
يمكن، عشان لما جوجل بتتحرّك، الباقي بيبصّ. ده ميعنيش إن الكل هيغيّر شعاره بكرة، بس ممكن شركات كتير تبدأ تفكّر في هويتها، خصوصًا لو كانت عالقة في الماضي أو بتعتمد تصميم بصري مبقاش يعكس واقعها.
الشعار مش بس اسم مكتوب بخط حلو، ده مراية لرؤية الشركة، قيمها، وطموحها.
كلمة أخيرة
تحديث شعار جوجل يمكن ميعملش ضجة زي إطلاق أداة ذكاء اصطناعي جديدة أو إعلان استحواذ كبير، بس دي لحظة مهمة على طريق طويل بتسلكه الشركة ناحية المستقبل. المستقبل اللي بنعيش ملامحه فعلاً النهاردة، خطوة بخطوة… وحرف بحرف.
الأسئلة الشائعة
لماذا غيّرت جوجل شعارها الآن؟
التغيير جاء في وقت محوري لجوجل حيث تشهد الشركة تحولات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي وتسعى لتحديث هويتها البصرية لتتناسب مع المرحلة الجديدة من تطورها التقني والخدماتي
ما الجديد في الشعار؟
التحديث لم يكن جذرياً بل تميز بتغييرات دقيقة مثل تحسين الخط توازن الألوان وتبسيط التصميم ليكون أكثر حداثة وسلاسة دون فقدان هوية الشعار الأصلية.
هل سيتبع هذا التغيير تغييرات أخرى في منتجات جوجل؟
من المرجّح ذلك، فالشعار جزء من استراتيجية أوسع لتوحيد تجربة المستخدم بصرياً عبر كل خدمات جوجل، وقد بدأنا نلاحظ بالفعل تغييرات في Gmail وGoogle Docs وGoogle Maps.
هل للتغيير علاقة بالذكاء الاصطناعي؟
نعم ولو بشكل غير مباشر التوقيت يتزامن مع توسع جوجل في الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن الشركة تسعى لبناء هوية بصرية حديثة تعكس طموحاتها المستقبلية في هذا المجال.
هل لاحظ المستخدمون هذا التغيير؟
كثير من المستخدمين لم يلاحظوا التغيير مباشرة بسبب دقته لكن المتخصصين في التصميم والتقنية لاحظوا التحسينات واعتبروها جزءاً من لغة بصرية جديدة لدى جوجل.